شاخت مشاعرى وأنا فى أول العشرين




هل أصبحت المشاعر عملة نادرة ومفقودة عند الشباب ؟! ، اختلفت مفردات الحياة عن ذي قبل ، فغابت الألفة ، ساد الخلاف بين الأصدقاء ، ضاع الترابط الأسرى والاجتماعي ما بين ظروف سياسية وإقتصادية وإجتماعية وبين مستجدات عصرية وتكنولوجية لم نحسن استغلالها ، فما الذى حدث وافقدنا الشعور بالحياة وكيف نعود كما كنا . . . ؟!.

فأصبحنا نحمل قلب عجوز . . قليل الأماني . . كثير العتاب . .

وصلنا لدرجة كره الأهل والأخوات والشعور بأنك فى مكان ليس مكانك وزمن ليس زمانك والشعور بالوحدة والوصول لدرجة كل علاقاتك بالناس فاشلة ، ليس لديك أي أصدقاء ، لا تستطيع تكوين صداقات جديدة فى الحياة ، تشعر بعدم الأمان ، تخاف من أن تحكى مشاكلك فلا تقدر على مواجهة المشاكل المتتالية فتعانى من الكآبة والضغط النفسي وفقدان الأمل ، تخاف رؤية الناس ، يصعب عليك الشعور بالفرح أو الحزن لفقدانك الاحساس بالحياة ؛ رغم انك ما زلت فى أحلى سنين حياتك.

فتقول "ع" التي تبلغ 20 عاما ولم تكمل تعليمها بعد الثانوية : انها دائما تشعر بالوحدة رغم وجود أفراد كثيرة بجانبها من عائلتها ولكن لا يشعر بها أحد ، لا يفهمها أحد حتى والدتها ، وأيضا لا يأخذوا رأيها فى أي شئ حتى الأمور التي تتعلق بحياتها كالتعليم والزواج.
أصبحت تشعر دائما بالكسرة ، لا يوجد لها أهمية ، تخاف من أن تحب أو تصادق أحد ؛ فلا تتطلع لتكوين أسرة ، أصبحت لا تشعر بشئ تبتعد عن الحياة .

وتقول "س" الباغة من العمر 25 عاما وأنهت تعليمها : أن ظروف المجتمع والبلد التي تعيشه صعبة ، لم تصل لهدفها ولم تحقق أي من أحلامها ، تشعر بانها عجوز ، تتمنى الرجوع الى الماضي ، وأن تصبح صغيرة مرة آخري ، وأن كل حزن ومشكلة واجهتها تأخذ فى طيتها أوقات الفرح ، بعد ما كان يقال لها كفى ضحك أصبح يقال لها كفى كآبة ، ومن الأسف أن أصدقائها مثلها .

ورغم ما توصل له المجتمع من تحضر الا أن بعض العائلات فى مجتمعنا تتمسك ببعض الآراء والعادات وهى تزويج الفتاة من رجل أكبر منها بـ 20 عاما وأكثر لمجرد أنه يملك كثير من المال . فتقول "أ" التي تبلغ من العمر 24 عاما : انها متزوجة من رجل يبلغ 45 عاما بسبب عائلتها وانه غنى لا تشعر معه بأي شئ وكيف تعامله وهو اقرب لوالدها فى العمر ، لا تخرج من المنزل حتى لا تسمع كيف تزوجتى هذا الرجل ، كيف تعيشي معه ، هل انتِ مرتاحة ؟ ... الخ ، فأصبحت بلا قلب ، لتستمر فى هذه الحياة الذائفة .

قلبي ليس لي . . ولا لأحد . . لقد أستقل عنى قبل أن يصبح حجرا

ولأبعادهم للوصل لهذه الحالة يجب :
1- ربط قلوبهم بالله سبحانه وتعالى .
2- اشعارهم بأنهم محل ثقة وخصوصا عند العائلة فشعورهم بالمسؤولية يمنحهم الثقة بالنفس.
3- التعبير لهم بأنهم ذو أهمية .
4- النقاش معهم وترك المجال لهم للبوح بأفكارهم ومناقشتهم فيها .
5- توجيهم للعمل والتعامل مع الأخرين لكسب صداقات جديدة. 


فالله سبحانه وتعالى خلق الشعور داخل النفس لكي نجد ترابطا ما بين الأفراد وبعضها.

شكرا لك على التعليق